المكتبة الوطنية الجزائرية

و مع ازدياد رصيد المكتبة ضاق بها هذا المقر أيضا لذا كان من الضروري البحث عن مكان أوسع فوقع الاختيار على قصر مصطفى باشا الواقع بشارع " اميل موباس " سابقا بالقصبة وكان ذلك في سنة 1863 و إلى غاية 1958.
استمرت رحلة الصمود لرصيد المكتبة الوطنية إلى أن فتح مقرها الجديد بشارع فرانس فانون بتليملي في أعالي العاصمة سنة 1958و لأول مرة منذ إنشائها تربعت المكتبة على مبنا يليق بها ، حيث قدرت مساحتها ب:4800م
. بقاعة مطالعة تتسع ل : 450 مقعدا أما المخازن فكان مجموع طولها يقدر ب : 17 كلم ، تحتوي على 600.000 كتاب ، أما السعة الإجمالية للمكتبة فيمكن أن تصل إلى 2 مليون كتاب.

و على إثر حرق المكتبة الجامعية في : 07 جوان 1962 في خضم أحداث التخريب من طرف
جيش السري دخلت وحدات من الجيش الفرنسي على المكتبة لحمايتها من اعتداءات المنظمة السرية و في هذه الأثناء كان العمال الأوروبيون قد غادروا المكتبة.
بعد الإستقلال و في شهر سبتمبر 1962 أسندت مهمة تسيير المكتبة الوطنية الجزائرية لـ:محمود بوعياد الذي قام بعملية هيكلة واسعة حيث أصبحت المكتبة الوطنية مقرا للإيداع القانوني و بدأت بنشر البيبليوغرافيا الوطنية الجزائرية .
و مع تزايد عدد الباحثين و كثرة الطلبات لم يكن من الممكن أن يلبي هذا المقر حاجيات القراء ، مما جعل السلطات تفكر في بعث مشروع لبناء مكتبة وطنية جديدة وفقا للمواصفات العالمية و تجهيزها بمرافق أفضل ، فتم اختيار حي الحامة جنوب العاصمة لتشييدها .فتحت أبوابها للجمهور يوم 16 أفريل سنة 1996 بمناسبة يوم العلم و يتميز هذا المقر بمساحة ضخمة و هندسة عصرية حيث تبلغ مساحته 67000 م تتوزع على 13 طابقا و بلغت سعة مخازنها 10 ملايين مجلد و هي الآن تضم بين رفوفها مليون كتاب .
و مع توفر هذه الإمكانيات و المرافق ازداد نشاط المكتبة فلم يعد مقتصرا على المطالعة فقط بل تعداه إلى احتضان الملتقيات و المحاضرات و تنظيم الندوات و إقامة المعارض و غيرها من النشاطات الثقافية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire